الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الخطيب الشربيني: القصة الرابعة: قصة إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهما السلام المذكورة في قوله تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق} بن إبراهيم {ويعقوب} بن إسحاق {أولي الأيدي} أي: أصحاب القوى في العبادة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أولي القوة في طاعة الله تعالى: {والأبصار} أي: المعرفة بالله أي: البصائر في الدين وأولي الأعمال الجليلة والعقائد الشرعية، فعبر بالأيدي عن الأعمال لأن أكثرها بمباشرتها وبالإبصار عن المعارف لأنها أقوى عبادتها، وفيه تعريض بكل من لم يكن من عمال الله تعالى ولا من المستبصرين في دين الله، وفيه توبيخ أيضًا على تركهم المجاهدة والتأمل مع كونهم متمكنين منهما فهم في حكم الزمنى الذين لا يقدرون على أعمال جوارحهم والناقصي العقول الذين لا استبصار لهم، وقال قتادة ومجاهد: أعطوا قوة في العبادة وبصرًا في الدين، وقرأ ابن كثير بفتح العين وسكون الباء الموحدة ولا ألف بعدها على التوحيد على أنه إبراهيم وحده لمزيد شرفه وإبراهيم عطف بيان وإسحاق ويعقوب عطف على عبدنا والباقون بكسر العين وفتح الموحدة وألف بعدها على الجمع.{إنا أخلصناهم بخالصةٍ} أي: اصطفيناهم وجعلناهم لنا خالصين بخصلة خالصة لا شوب فيها وهي {ذكرى الدار} الآخرة أي: ذكرها والعمل لها لأن مطمح نظرهم الفوز بلقائه وذلك في الآخرة وإطلاق الدار للإشعار بأنها الدار الحقيقة والدنيا معبر، وقرأ نافع وهشام خالصة بغير تنوين بالإضافة للبيان أو أن خالصة مصدر بمعنى الخلوص فأضيف إلى فاعله والباقون بالتنوين، فمن أضاف فمعناه أخلصناهم بذكرى الدار الآخرة وأن يعملوا لها، والذكرى بمعنى: الذكر، قال مالك بن دينار: نزعنا من قلوبهم حب الدنيا وذكرها وأخلصناهم بحب الآخرة وذكرها، وقال قتادة: كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله عز وجل، وقال السدي: أخلصوا الخوف للآخرة وقال ابن زيد: أخلصناهم بأفضل ما في الآخرة، ومن قرأ بالتنوين فمعناه: بخلة خالصة هي ذكرى الدار فيكون ذكرى الدار بدلًا من الخالصة أو جعلناهم مخلصين بما أخبرنا من ذكر الآخرة، والمراد بذكرى الدار: الذكر الجميل الرفيع لهم في الآخرة، وقيل: إنه أبقى لهم الذكر الجميل في الدنيا وقيل: هو دعاؤه {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} {وإنهم عندنا لمن المصطفين} أي: اصطفاء لا يقدح فيه قادح فصاروا في غاية الرسوخ في هذا الوصف {الأخيار} أي: المختارين من أبناء جنسهم والأخيار جمع خير بالتشديد أو خير بالتخفيف كأموات في جمع ميت أو ميت، واحتج العلماء بهذه الآية على إثبات عصمة الأنبياء عليهم السلام لأنه تعالى حكم عليهم بكونهم أخيارًا على الإطلاق وهذا يفهم حصول الخيرية في جميع الأفعال والصفات بدليل صحة الاستثناء منه.القصة الخامسة: قصة إسماعيل واليسع وذي الكفل عليهم السلام المذكورة في قوله تعالى: {واذكر} يا أشرف الخلق {إسماعيل} أي: أباك وما صبر عليه من البلاء بالغربة والإنفراد والوحدة والإشراف على الموت في الله غير مرة وما صار إليه بعد ذلك البلاء من الفرج والرياسة والذكر في هذه البلدة {واليسع} وهو ابن إخطوب استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثم استنبئ واللام كما في قوله:وقرأ حمزة والكسائي بتشديد اللام وسكون الياء بعدها والباقون بسكون اللام وفتح الياء بعدها {وذا الكفل} وهو ابن عم اليسع أو بشر بن أيوب واختلف في نبوته وكفلته فقيل: فر إليه مائة نبي من بني إسرائيل من القتل فآواهم وكفلهم وقيل: كفل بعمل رجل صالح كان يصلي كل يوم مائة صلاة {وكل} أي: وكلهم {من الأخيار} فهم قوم خيرون من الأنبياء تحملوا الشدائد في دين الله تعالى وصبروا فاذكرهم يا أفضل الخلق بفضلهم وصبرهم لتسلك طريقهم.ولما أجرى تعالى ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتمه قال مؤكدًا لشأنهم وشرف ما ذكر من أعمالهم: {هذا} أي: ما تلوناه عليك من ذكرهم وذكر غيرهم {ذكر} أي: شرف في الدنيا وموعظة من ذكر القرآن ذي الذكر ثم عطف على قوله تعالى: {إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد}.ما لأضدادهم فقال تعالى ردًا على من ينكر ذلك من كفار العرب وغيرهم {وإن للمتقين لحسن مآب} أي: مرجع.ولما شوق سبحانه إلى هذا الجزاء أبدل منه أو بينه بقوله تعالى: {جنات عدنٍ} أي: إقامة في سرور وطيب عيش، ثم إنه تعالى وصف أهل الجنة بأشياء أولها قوله تعالى: {مفتحة لهم الأبواب} أي: أن الملائكة يفتحون لهم أبواب الجنة ويحيونهم بالسلام كما قال تعالى: {حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها} الآية وقيل: المعنى أنهم كلما أرادوا انفتاح الأبواب انفتحت لهم وكلما أرادوا انغلاقها انغلقت لهم، وقيل:المراد من هذا الفتح وصف تلك المساكن بالسعة وقرة العيون فيها، ثانيها: قوله تعالى: {متكئين فيها} وقد ذكر في آيات أخر كيفية ذلك الاتكاء فقال تعالى في آية: {على الأرائك متكئون} وقال في آية أخرى: {متكئين على رفرف خضر} ثالثها: قوله تعالى: {يدعون فيها} أي: الجنات {بفاكهة كثيرة وشراب} أي: كثير فيدعون فيها بألوان الفاكهة وألوان الشراب.ولما بين المسكن والمأكول والمشروب ذكر أمر المنكوح تتميمًا للنعمة بقوله سبحانه تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف} أي: حابسات الطرف أي: العين على أزواجهن {أتراب} أي: أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة واحدها ترب، وعن مجاهد: متواخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن وقيل: أتراب للأزواج، قال القفال: والسبب في اعتبار هذه الصفة لما تشابهن في الصفة والسن والجبلة كان الميل إليهن على السوية وذلك يقتضي عدم الغيرة وقرأ قوله تعالى: {هذا ما يوعدون} ابن كثير وأبو عمرو بالياء التحتية على الغيبة والباقون بالفوقية على الخطاب، وجه الغيبة تقدم ذكر المتقين، ووجه الخطاب الالتفات إليهم والإقبال عليهم أي: قل للمتقين هذا ما توعدون {ليوم الحساب} أي: في يوم الحساب أو لأجله فإن الحساب علة الوصول إلى الجزاء.{إن هذا} أي: المشار إليه إشارة الحاضر الذي لا يغيب {لرزقنا ما له من نفاد} أي: انقطاع وهذا إخبار عن دوام هذا الثواب.تنبيه:من نفاد فاعل ومن مزيدة والجملة في محل نصب على الحال من رزقنا أي: غير نافد ويجوز أن يكون خبرًا ثانيًا لأن أي: دائم.ولما وصف تعالى ثواب المؤمنين وصف بعده عقاب الظالمين ليكون الوعيد مذكورًا عقب الوعد والترغيب عقب الترهيب بقوله تعالى: {هذا وإن للطاغين لشر مآب} أي: مرجع هذا في مقابلة قوله تعالى: {وإن للمتقين لحسن مآب} والمراد بالطاغين الكفار، وقال الجبائي: على مذهبه الفاسد هم أصحاب الكبائر سواء كانوا كفارًا أم لا واحتج الأول بأن هذا ذم مطلق فلا يحمل إلا على الكامل في الطغيان وهو الكافر، واحتج هو بقوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} فدل على أن الوصف بالطغيان قد يحصل لصاحب الكبيرة لأن من تجاوز حد تكاليف الله تعالى وتعداها فقد طغى ورد هذا بأن المراد بالإنسان هنا هو الكافر أيضًا.تنبيه:هذا يحتمل أن يكون مبتدأ والخبر مقدر أي: كما ذكر، كما قدره الزمخشري، وقدره أبو علي بقوله: هذا للمؤمنين، وقال الجلال المحلي: هذا المذكورة للمؤمنين ويحتمل أن يكون خبر متبدأ مضمر أي: الأمر هذا وقوله تعالى: {جهنم} أي: الشديدة الإضطرام الملاقية لمن يدخلها بغاية العبوسة والتجهم فيه إعراب جنات المتقدم، وقوله تعالى: {يصلونها} أي: يدخلونها فيباشرون شدائدها حال من جهنم {فبئس المهاد} أي: المهد والفراش مستعار من فرش النائم، وهذا معنى قوله تعالى: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} شبه الله تعالى ما تحتهم من النار بالمهاد الذي يفرش للنائم، والمخصوص بالذم محذوف أي: هي وفي قوله تعالى: {هذا} أي: العذاب المفهوم مما بعده أوجه من الإعراب أحدها: أنه خبر مبتدأ مضمر أي: الأمر هذا، ثم استأنف أمر إقفال {فليذوقوه} ثانيها: أنه مبتدأ أو خبره {حميمٌ وغساقٌ} واسم الإشارة يكتفي بواحده في المثنى كقوله تعالى: {عوان بين ذلك} أو يكون المعنى: هذا جامع بين الوصفين ويكون قوله تعالى: {فليذوقوه} جملة اعتراضية. ثالثها: أنه مبتدأ والخبر محذوف أي: هذا كما ذكر وهذا للطاغين وقيل غير ذلك، وقيل: هذا على التقديم والتأخير والتقدير: هذا حميم وغساق فليذوقوه وقيل التقدير: جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فليذوقوه ثم يبتدئ فيقول: حميم وغساق أي: منه حميم وغساق، والحميم: الحار الذي انتهى حره، والغساق: ما يسيل من صديد أهل النار، وقال كعب: هو عين في جهنم يسيل إليها كل ذوب حية وعقرب، وقال أبو عمرو: هو القيح الذي يسيل من أهل النار فيجتمع فيسقونه، وقال قتادة: هو ما يغسق أي: يسيل من القيح والصديد من جلود أهل النار ولحومهم وفروج الزناة، وقيل: هو المنتن بلغة الترك، حكى الزجاج لو قطرت منه قطرة بالمغرب لأنتنت أهل المشرق، وقرأ حمزة والكسائي وحفص بتشديد السين والباقون بالتخفيف وقرأ أبو عمرو: {وأخر} بضم الهمزة على جمع أخرى مثل الكبرى والكبر أي: أصناف أخر من العذاب {من شكله} أي: مثل المذكور من الحميم والغساق، والباقون بفتح الهمزة ممدودة على التوحيد على أنه لما ذكروا، اختار أبو عبيدة الجمع لأنه تعالى نعته بالجمع فقال سبحانه وتعالى: {أزواج} أي: أصناف أي: عذابهم من أنواع مختلفة، ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم: {هذا فوج} أي: جمع كثيف {مقتحم} أي: داخل ومفعوله محذوف أي: مقتحم النار {معكم} بشدة، فيقول المتبوعون: {لا مرحبًا بهم} أي: لاسعة عليهم أو لا سمعوا مرحبًا وقولهم: {إنهم صالو النار} أي: داخلون النار بأعمالهم مثلنا تعليل لاستجابة الدعاء عليهم ونظير هذه الآية قوله تعالى: {كلما دخلت أمة لعنت أختها} وقال الكلبي: إنهم يضربون بالمقامع حتى يوقعوا أنفسهم في النار خوفًا من تلك المقامع.{قالوا} أي: الأتباع {بل أنتم لا مرحبًا بكم} أي: إن الدعاء الذي دعوتم به علينا أيها الرؤساء أنتم أحق به منا وعللوا ذلك بقولهم {أنتم قدمتموه} أي: الكفر {لنا} أي: بدأتم به قبلنا وشرعتموه وسننتموه لنا، وقيل: أنتم قدمتم هذا العذاب لنا بدعائكم إيانا إلى الكفر {فبئس القرار} أي: النار لنا ولكم.{قالوا} أي: الأتباع أيضًا {ربنا من قدم لنا هذا} أي: شرعه وسنه لنا {فزده عذابًا ضعفًا} أي: مثل عذابه على كفره {في النار} قال ابن مسعود: يعني حيات وأفاعي.{وقالوا} أي: الطاغون وهم في النار {ما لنا لا نرى رجالًا كنا نعدهم من الأشرار} يعنون فقراء المؤمنين كعمار وخباب وصهيب وبلال وسلمان الذين كانوا يسترذلونهم ويسخرون بهم وقولهم: {أتخذناهم سخريًا} صفة أخرى ل {رجالًا} أي: كنا نسخر بهم في الدنيا، وقرأ نافع وحمزة والكسائي بضم السين والباقون بكسرها {أم زاغت} أي: مالت {عنهم الأبصار} أي: فلم نرهم حين دخلوها وقال ابن كيسان: أي: أم كانوا خيرًا منا ونحن لا نعلم فكانت أبصارنا تزيغ عنهم في الدنيا فلا نعدهم شيئًا.{إن ذلك} أي: الذي حكيناه عنهم {لحق} أي: واجب وقوعه فلابد أن يتكلموا به ثم بين ذلك الذي حكاه عنهم بقوله تعالى: {تخاصم أهل النار} أي: في النار وإنما سماه تخاصمًا لأن قول القادة للأتباع: لا مرحبًا بهم، وقول الأتباع للقادة: بل أنتم لا مرحبًا بكم من باب الخصومة.تنبيه:يصح في تخاصم أوجه من الإعراب أحدها: أنه بدل من لحق، الثاني: أنه عطف بيان، الثالث: أنه خبر ثان لأن، الرابع: أنه خبر مبتدأ مضمر أي: هو تخاصم.ولما شرح سبحانه نعيم أهل الثواب وعقاب أهل العذاب عاد إلى تقرير التوحيد والنبوة والبعث المذكورات أول السورة بقوله تعالى: {قل} يا أفضل الخلق للمشركين {إنما أنا منذرٌ} أي: مخوف بالنار لمن عصى {و} لابد من الإقرار بأنه {ما من إله إلا الله} أي: الجامع لجميع الأسماء الحسنى {الواحد القهار} فكونه واحدًا يدل على عدم الشريك وكونه قهارًا مشعر بالتخويف والترهيب.ولما ذكر ذلك أردفه بما يدل على الرجاء والترغيب بقوله تعالى شأنه: {رب السموات} أي: مبدعها وحافظها على علوها وسعتها وإحكامها بما لها من الزينة والمنافع {والأرض} أي: على سعتها وضخامتها وكثافتها وما فيها من العجائب {وما بينهما} أي: الخافقين من الفضاء والهواء وغيرهما من العناصر والنبات والحيوانات العقلاء وغيرها ربي كل شيء من ذلك إيجادًا وإبقاء على ما يريد وإن كره ذلك المربوب فدل ذلك على قهره وتفرده {العزيز} أي: الغالب على أمره {الغفار} فكونه ربًا يشعر بالتربية والكرم والإحسان والجود وكونه غفارًا يشعر بأن العبد لو أقدم على المعاصي والذنوب ثم تاب إليه فإنه يغفرها برحمته، وهذا الموصوف بهذه الصفات هو الذي تجب عبادته لأنه هو الذي يخشى عقابه ويرجى ثوابه وقوله تعالى: {قل} أي: لهم {هو نبأ عظيم} يعود على القرآن وما فيه من القصص والأخبار، وقيل: تخاصم أهل النار، وقيل: على ما تقدم من إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه نذير مبين وبأن الله تعالى إله واحد متصف بتلك الصفات الحسنى وقوله تعالى: {أنتم عنه معرضون} صفة لنبأ أي: لتمادي غفلتكم فإن العاقل لا يعرض عن مثله كيف وقد قامت عليه الحجج الواضحة إما على التوحيد فما مر وإما على النبوة، فقوله تعالى: {ما كان لي من علم بالملأ الأعلى} أي: الملائكة فقوله: {بالملأ} متعلق بقوله: {من علم} وضمن معنى الإحاطة فلذلك تعدى بالباء {إذ يختصمون} أي: في شأن آدم عليه السلام حين قال الله عز وجل: {إني جاعل في الأرض خليفة} الآية، فإن قيل: الملائكة لا يجوز أن يقال إنهم اختصموا بسبب قولهم: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فالمخاصمة مع الله تعالى كفر؟أجيب: بأنه لا شك أنه جرى هناك سؤال وجواب وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة والمشابهة علة المجاز فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة، ولما أمر الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يذكر هذا الكلام على سبيل الزجر أمره أن يقول: {إن} أي: ما {يوحي إلي إلا أنما} أي: أني {أنا نذير مبين} أي: بين الإنذار فأبين لكم ما تأتونه وما تجتنبونه، وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ربي في أحسن صورة، قال ابن عباس رضي الله عنه: أحسبه قال في المنام فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: أنت أعلم أي رب مرتين، قال: فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي أو قال: في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض، وفي رواية ثم تلا هذه الآية {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} ثم قال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: نعم في الدرجات والكفارات، قال: وما هن قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء في المكاره، قال: من يفعل ذلك يعيش بخير ويموت بخير وخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال: يا محمد إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون» قال: ومن الدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام، وفي رواية: «فقلت: لبيك وسعديك في المرتين وفيهما فعلمت ما بين المشرق والمغرب» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وللعلماء في هذا الحديث وأمثاله من أحاديث الصفات مذهبان.
|